الأربعاء، 29 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عِمران آية 35 ، 36

 
بسم الله الرحمن الرحيم 
.
.
قال المستشرقين أعداء الإسلام :أبو مريم:

“إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَا لْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ; (آية 35 ، 36).

خلط القرآن أبا موسى بأبي مريم، فقال إنّ عمران أبا موسى وهارون هو أبو مريم التي حملت الكلمة الإلهية. ومما يؤيّد خطأه هذا قوله في سورة مريم: يا أخت هارون (19: 28). مع أن بين موسى والمسيح نحو 1500 سنة.

ولما رأى علماء المسلمين هذا قالوا إن عمران المذكور في هذه العبارة هو غير والد موسى، ولكنهم أخطأوا، لأن الكتاب المقدس لا يذكر شيئاً عن ميلاد العذراء مريم، ولم يكن هناك مصدر يستقي منه محمد أخباره، ولكن كانت هناك بعض خرافات الغنوسيين الذين ملأوا الجزيرة العربية، وأيضاً المريميين الذين كانوا يُؤلِّهون العذراء مريم ويضعون حول ميلادها وحياتها كثيراً من المعجزات كما ورد في كتابي مولد العذراء وطفولية المخلّص و إنجيل الطفولية (راجع الطبري والقرطبي والرازي في تفسير آل عمران 3: 35 ، 36)
................. انتهت الشبهة .
.
الرد على المطعن :-
.
قال علماؤنا : كان لعمران بن ماثان ابنتان : إحداهما حنة والأخرى يملشقع وبنو ماثان من ملوك بني إسرائيل من نسل داود عليه السلام 

وأن زكريا بن أذن، وعمران بن ماثان، كانا في عصر واحد، وامرأة عمران حنة بنت فاقوذ، وقد تزوج زكريا بابنته إيشاع أخت مريم، وكان يحيـى وعيسى عليهما السلام ابني خالة

قال صاحب المطعن :- ولما رأى علماء المسلمين هذا قالوا إن عمران المذكور في هذه العبارة هو غير والد موسى، ولكنهم أخطأوا، لأن الكتاب المقدس لا يذكر شيئاً عن ميلاد العذراء مريم، ولم يكن هناك مصدر يستقي منه محمد أخباره،
.
الرد :- كلامك مضحك جداً ، ومن قال أن الكتاب المقدس هو مرجع للإسلام ... وإن لم يذكر الكتاب المقدس شيء عن ميلاد العذراء فهذا عيب من عيوب الكتاب المقدس الذي لم يذكر شيء عن ام الرب (كما تؤمنون بذلك ) .... فبنت من هي ؟ التلمود هو الكتاب الوحيد على الكرة الأرضية الذي يدعي ان مريم هي بنت هالي ولا يملك سند يؤكد صدق هذا النسب .. فهل التلمود أصبح مرجع  وحي الكتاب المقدس ؟.

وقول : ولم يكن هناك مصدر يستقي منه محمد أخباره ، وكأنكم تنشدوا الأغنية وتردوا على انفسكم ... تقولون أن رسول الإسلام كان يقتبس القرآن من الكتاب المقدس والآن تقولون أن الكتاب المقدس لم يذكر قصة ولادة العذراء ..... ألم تؤمنوا بعد ذلك أن القرآن كلام الله ؟

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

الرد شبهة سورة آل عمران آية 37

بسم الله الرحمن الرحيم 
.
.
إدعى أعداء الله ورسوله :- زكريا ومريم:

“فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ; (آية 37).

قالوا إنّ زكريا هو الذي كفل مريم ووضعها في محراب، وكان يغلق عليها سبعة أبواب. فإذا دخل عليها المحراب وجد عندها فاكهةً في غير وقتها: فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء. وقالوا كان يأتيها رزقُها من الجنَّة، فيقول زكريا: يا مريم أَنَّى لكِ هذا؟ فتقول هو من عند الله. تكلمت وهي صغيرة في المهد كما فعل ولدها عيسى. وقال محمد بن اسحق: أصابت بني إسرائيل أزمة حتى ضعُف زكريا عن حملها وكفالتها. فاقترعوا (على كفالتها) فوقعت القرعة على نجارٍ يقال له يوسف، فعرفت مريم في وجهه شدّةً، فقالت له: يا يوسف أحسِنْ بالله الظن فإنه سيرزقنا . فإذا أتاها بشيءٍ أنماه الله وزاده، فيدخل زكريا عليها فيقول يا مريم أنّى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله .

فنقول: (1) من تتبَّع جدول نسب مريم العذراء يجد أنها من نسل داود، أي من النسل الملوكي، فقول القرآن إن زكريا كان يكفلها خطأ.

(2) أخطأ أيضاً في قوله إن الله كان يأتيها بفاكهةٍ في غير أوانها، من الجنة، فإن الجنة ليست محل أكل وشرب، ونعيمها لا يقوم بالملاذ المادية الجسدية، بل كل تنعماتها روحية.

(3) يخبرنا الكتاب المقدس أن القديسة مريم كانت مخطوبة ليوسف، فوُجدت حبلى من الروح القدس قبل أن يجتمعا، فظهر له الله في رؤيا وأخبره أن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس، وسيُدعى اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم (متى 1).

(4) كان الشرع اليهودي يحرّم وجود امرأة داخل الهيكل، ولكنهم يقولون إن مريم كانت مقيمة بالهيكل، وهذا خطأ لا يقع فيه من كان على علم بحقائق الشريعة اليهودية.
. انتهت الشبهة


.
.
الرد على هذا المطعن :-
.
يقول صاحب المطعن : من تتبَّع جدول نسب مريم العذراء يجد أنها من نسل داود، أي من النسل الملوكي، فقول القرآن إن زكريا كان يكفلها خطأ.
.
الرد :- للأسف هذا كلام خطأ لأن جاء في سورة مريم الآية 28 :{يَا أُخْتَ هَارُون} .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغيرة بن شعبة  أنه قال :  لما قدمت نجران سألوني . فقالوا : إنكم تقرؤن : يا أخت هارون . وموسى قبل عيسى بكذا وكذا . فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك . فقال ( إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم ) .
.
وجاء في إنجيل لوقا الإصحاح الأول أن مريم هي من نسل اللاويين لأنها نسيبت اليصابات واليصابات من بنات هارون كما أوضح غنجيل لوقا الإصحاح الأول الفقرة الخامسة .
لوقا1
5 كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا و امراته من بنات هرون و اسمها اليصابات .... 36 و هوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى .
لو رجعنا لسلسة نسب يسوع كما جاء في إنجيل لوقا من جهة هالي والد مريم سنجد أنه يرجع  ناثان ابن داود ، وعلى الرغم ان ناثان ابن داود الملك إلا أن ناثان ليس له علاقة بالسلالة الملكية .
إذن هذا التناقض بين نسب مريم  اللاوييني من جهة اليصابات  وإدعاء أنها من نسب ملوكي لأنه يرجع نسبها لداود الملك إلا أن وجود ناثان ابن داود في نسبها يؤكد بأنها ليست من نسب ملوكي .
.
يقول صاحب المطعن :- أخطأ أيضاً في قوله إن الله كان يأتيها بفاكهةٍ في غير أوانها، من الجنة، فإن الجنة ليست محل أكل وشرب، ونعيمها لا يقوم بالملاذ المادية الجسدية، بل كل تنعماتها روحية.
.
الرد :- تعالوا نرى بماذا يؤمن المستشرقين بأن السماء تأتي بالطعام لمدة أربعين يوماً .
السماء تمطر طعاماً 40 سنة 

سفر يهوديت 5:15
ورزقوا طعاما من السماء مدة اربعين سنة 
كما يؤمن المستشرقين بأن الله أنزل على موسى وبني اسرائيل المن .
.
وقد أثبت يسوع أن هناك مأكل ومشرف في السماء بقوله :- 
.......................................
أحواض من لبن عند الله 

أيوب 21: 24 
احواضه ملانه لبنا 

ينكروا ما وعد الله المؤمنين من متاع الجنة وسفر أيوب يقول أن عند الله احواض من لبن ، قال تعالى : {
مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه.. محمد 15} .

....................................... 
أنهار جنة الفردوس :

يشوع بن سيراخ 24:40
انا الحكمة مفيضة الانهار ، انا كساقية من النهر وكقناة خرجت الى الفردوس ، قلت اسقي جنتي واروي روضتي ، فاذا بساقيتي قد صارت نهرا وبنهري قد صار بحرا

.......................................
في السماء أشجار وطيور 

لوقا 13: 18
فقال ماذا يشبه ملكوت الله و بماذا اشبهه 19يشبه حبة خردل اخذها انسان و القاها في بستانه فنمت و صارت شجرة كبيرة و تاوت طيور السماء في اغصانها
.......................................

في السماء شراب في كؤوس

لوقا22: 17 
ثم تناول كاسا و شكر و قال خذوا هذه و اقتسموها بينكم 18 لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله

.......................................


في السماء موائد ومأكولات

لوقا22: 30 
لتاكلوا و تشربوا على مائدتي في ملكوتي و تجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر

قال يوسف تادرس المالطي : في الأبدية نعيش علي مستوى ملائكي، لا تحتاج أجسادنا إلي شبع مادي بصورة أو بأخرى، إذ تحمل طبيعة جديدة تليق بالسماء، فلا تأكل ولا تشرب ولا تمارس علاقات زوجية ... فهل يسوع كاذب ؟ 

.......................................


أكل وخبز في السماء

لوقا14: 15 
فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن ياكل خبزا في ملكوت الله

---------------------------
يقول صاحب المطعن :-  يخبرنا الكتاب المقدس أن القديسة مريم كانت مخطوبة ليوسف، فوُجدت حبلى من الروح القدس قبل أن يجتمعا، فظهر له الله في رؤيا وأخبره أن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس، وسيُدعى اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم (متى 1).
.
الرد :- الكتاب المقدس الذي يتحدث عنه صاحب الشبهة يذكر أن مريم تزوجت من يوسف النجار الذي هو يوسف هالي اخو مريم الشرعي .. والتشريع اليهودي يمنع هذه الزيجة ، ولم يتمكن اليهود من تطبيق ناموس زنا المحارم على يوسف ومريم لأنهم كانت تحت ولاية قيصر .. وتطبيق القانون اليهودي مرفوض ولا تطبيق إلا للتشريع الروماني فقط .. ذلك اقتصر اليهود على ذكر أن يسوع هذا هو ابن يوسف .. ويعني هذا أنه على كل من يسمع يعي بأن يوسف زنا بمريم اخته .. راجع إنجيل لوقا الإصحاح الثالث .
.
وقول أن الله ظهر ليوسف النجار في الرؤية هو كلام عاري من الصحة ويخالف ويناقض ما جاء ونقلاً عن الله بأنك لا تقدر أن ترى الله ، فلا يمكن لأحد أن يراه (يوحنا 1:18) ، فلو رأيته تموت {تكوين (19:21) - خروج (33:20)}..
فكيف ظهر الله ليوسف في النوم ؟ {{ ادعى البعض أن المقصود هو مجد الله ، فنرد عليهم بهذه الفقرة (عدد 14:10)}}
.
يقول صاحب المطعن :- كان الشرع اليهودي يحرّم وجود امرأة داخل الهيكل، ولكنهم يقولون إن مريم كانت مقيمة بالهيكل، وهذا خطأ لا يقع فيه من كان على علم بحقائق الشريعة اليهودية.
.
الرد :-  ما الدليل على صدق ادعاء صاحب المطعن ؟ نحن لا نؤمن بإلا بما جاء بالقرآن والسنة المطهرة فقط .



الأحد، 26 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عمران آية 41

بسم الله الرحمن الرحيم 

.

.

قال أعداء الإسلام :- صمت زكريا:

“قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ; (آية 41).

وورد في مريم 19: 10 “آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً .

قال المفسرون المسلمون: عقد لسانه عن تكليم الناس ثلاثة أيام مع إبقائه على قدرة التسبيح والذِّكر، لأنه قال في آخر الآية واذكر ربك كثيراً وسبّح بالعَشِيّ والإبْكار يعني في أيام مَنْعك من تكليم الناس (الطبري في تفسير آل عمران 3: 41).

ونتعلم من الإنجيل أنه لما أتى جبرائيل إلى زكريا وبشّره بولادة يوحنا المعمدان لم يصدّق كلامه لأنه كان هَرِماً وامرأته متقدمة في السن، فقال له: “أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللّهِ، وَأُرْسِلْتُ لِأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِه ذَا. وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلَا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ ه ذَا، لِأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلَامِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ ; (لوقا 1: 19 ، 20). فعجز عن الكلام إلى أن وُلد يوحنا. فلا يقول الإنجيل إنه طلب آية، وثانياً إن مدة صمته كانت نحو تسعة أشهر لا ثلاثة أيام.
.. انتهت الشبهة .
.
الرد على المطعن :-
.
يقول صاحب المطعن :- فعجز عن الكلام إلى أن وُلد يوحنا. فلا يقول الإنجيل إنه طلب آية، وثانياً إن مدة صمته كانت نحو تسعة أشهر لا ثلاثة أيام.
.
الرد :- قول : (( فعجز عن الكلام )) .... السؤال : من الذي أعجزه عن الكلام ؟ 

بالطبع الله القادر المقتدر

أليس عجزه عن الكلام آية ربانية ؟

أما ما جاء بالكتاب المقدس فلا نأخذ به كما اوضحنا مراراً وتكراراً

الأفاعيل الخارقة للعادات { ءَايَةً } علامة يعرف بها الحبل ليتلقى النعمة إذا جاءت بالشكر { قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ } تقدر على تكليم الناس { ثَلَـثَةَ أَيَّامٍ } وإنما خص تكليم الناس ليعلمه أنه يحبس لسانه عن القدرة على تكليمهم خاصة، مع إبقاء قدرته على التكلم بذكر الله، ولذلك قال: { وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبّحْ بِالْعَشِىّ وَالإبْكَـٰرِ } يعني في أيام عجزك عن تكليم الناس، وهي من الآيات الباهرة. 

فإن قلت: لم حبس لسانه عن كلام الناس؟ قلت: ليخلص المدّة لذكر الله لا يشغل لسانه بغيره، توفراً منه على قضاء حق تلك النعمة الجسيمة، وشكرها الذي طلب الآية من أجله، كأنه لما طلب الآية من أجل الشكر قيل له: آيتك أن تحبس لسانك إلا عن الشكر. وأحسن الجواب وأوقعه ما كان مشتقا من السؤال. ومنتزعاً منه { إِلاَّ رَمْزًا } إلا إشارة بيد أو رأس أو غيرهما وأصله التحرّك. يقال ارتمز: إذا تحرّك. ومنه قيل للبحر الراموز. وقرأ يحيى ابن وثاب «إلا رمزاً» بضمتين، جمع رموز كرسول ورسل. وقرىء: «رمزاً» بفتحتين جمع رامز كخادم وخدم، وهو حال منه ومن الناس دفعة كقوله:

مَتَى مَا تَلْقَني فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ ........ رَوَانِفُ إلْيَتَيْكَ وَتُسْتَطَارَ 

بمعنى إلا مترامزين، كما يكلم الناس الأخرس بالإشارة ويكلمهم. والعشيّ: من حين تزول الشمس إلى أن تغيب. و { والإِبْكٰرِ } من طلوع الفجر إلى وقت الضحى. وقرىء «والأبكار»، بفتح الهمزة جمع بكر كسحر وأسحار. يقال: أتيته بكراً بفتحتين. فإن قلت: الرمز ليس من جنس الكلام؛ فكيف استثنى منه؟ قلت: لما أدّى مؤدّى الكلام وفهم منه ما يفهم منه سمي كلاماً. ويجوز أن يكون استثناء منقطعاً.
.
فالفارق بين ما جاء بالقرآن وما جاء بالأناجيل هو أنه في القرآن نجد زكريا لا يُكلم الناس ثلاثة أيام ولكنه غير محبوس لسانه عن ذكر الله .. ولكن في الأناجيل نجده محبوس اللسان لمدة تسعة أشهر دون ذكر الله .... فهل يُعقل لنبي أن يمنع من كلام لمدة تسعة أشهر ولا يذكر الله فيهم لمدة دقيقة واحدة ؟ .
.

الرد على شبهة سورة آل عمران الآية 45 و 46

بسم الله الرحمن الرحيم 
.
.
قال المستشرقين أعداء الله ورسوله :- معجزات المسيح:

“إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ; (آيتا 45 ، 46). وكذا قوله “أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَاً بِإِذْنِ اللَّهِ ; (آية 49). وكذلك “إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي ; (المائدة 5: 110).

(1) فقوله قالت الملائكة صوابه الملاك جبرائيل كما في الإنجيل. وقال البيضاوي: إن الملائكة كلّموها وبشّروها . غير أن بعض المفسرين قال: المراد بالملائكة جبريل كأنهم يخطّئون القرآن. وقالوا: وُلد بالمسيح من غير بعل ولا فحل.

ومعجزات المسيح كانت أسمى من عمل الطيور من الطين وتكليم الناس في المهد. ولو أن المسيح تكلّم في المهد أو خلق من الطين طيراً لاشتهر هذا عند اليهود وما كانوا رفضوا المسيح، ولاشتهر عندنا نحن المسيحيين، وما كنا لنترك هذه المعجزات الباهرة دون ذكرها. ولكن كما قلنا في تعليقنا على آل عمران 3، 36 إن محمداً كان يسمع أخباره من كتب الخرافات والحكايات الشعبية. ومن أراد أن يستزيد يرجع إلى القصص المذكورة في كتب التفسير(كابن كثير الرازي والبيضاوي في تفسير آل عمران45 - 49).

(2) كان المسيح يعمل المعجزات بقوته وقدرته لأنه كلمة الله الأزلي، والكلمة الأزلي هو الله، والقرآن أسند الخلق إلى المسيح، وهو لا يُسنَد إلا إلى الله
... انتهت الشبهة .
.
الرد على المطعن:-
.
1) ظاهر اللفظ يدل على أن النداء كان من الملائكة، ولا شك أن هذا في التشريف أعظم، فإن دل دليل منفصل أن المنادي كان جبريل عليه السلام فقط صرنا إليه. وحملنا هذ اللفظ على التأويل، فإنه يقال: فلان يأكل الأطعمة الطيبة، ويلبس الثياب النفيسة، أي يأكل من هذا الجنس، ويلبس من هذا الجنس، مع أن المعلوم أنه لم يأكل جميع الأطعمة، ولم يلبس جميع الأثواب، فكذا ههنا، ومثله في القرآن
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ }[آل عمران: 173] 
.
 وهم نعيم بن مسعود إن الناس: يعني أبا سفيان، قال المفضل بن سلمة: إذا كان القائل رئيساً جاز الإخبار عنه بالجمع لاجتماع أصحابه معه، فلما كان جبريل رئيس الملائكة، وقلما يبعث إلا ومعه جمع صح ذلك.



2) المسيح لم يأتي بمعجزة إلا بمشيئة الله ، وهذا ما جاء على لسانه ، فكيف ينكرها النصارى :

يوحنا 6
38 لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني

فارق كبير بين خلق الله وخلق البشر ، فالله يخلق من العدم ، ولكن البشر تخلق من خلق الله .

فها هو حزقيال يقيم من الموتى أكثر من 30000 شخص دفعة واحدة ... والإثنين فعلوا المعجزات بمشيئة الله لا بمشيئة انفسهم ..
.
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ 

المراد بها جبريل عليه السلام ، والسبب في أن الحق يورد ذلك بـ (( قالت الملائكة )) لأن كلام المتكلم ـ أي الانسان ـ له ـ زاوية انطلاق يأتي من جهتها الصوت . وتستطيع أن تتأكد من ذلك عندما يجيء لك صوت ، فأنت تجد ميل أذنك لجهة مصدر الصوت ، فإن جاء الصوت من ناحية أذنك اليمنى فأنت تلتفت وتميل إلى يمينك ، وإذا جاءك الصوت من شمالك تلتفت إلى الشمال .

لكن المتكلم جبريل عليه السلام ويأتي صوته من كل جهى حتى يصير الأمر عجيباً ، لهذا جاء الكلام إلى الملائكة .

فالعصر الحديث الذي نعيشه قد ارتقى في الصوتيات ووصل لدرجة أن الإنسان أصبح قادر على جعل المؤثر الصوتي يحيط بالإنسان من جهات متعددة ، إذن فقول الحق (( قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ )) لمريم ـ أو (( فنادته الملائكة )) لسيدنا زكريا عليه السلام فهذا يعني ان الصوت قد جاء من جميع الجهات فكأن هناك ملكاً في كل مكان .

الإمام / الشعراوي رحمه الله
.
يقول صاحب الشبهة:- ومعجزات المسيح كانت أسمى من عمل الطيور من الطين وتكليم الناس في المهد..
.
الرد :- من الطبيعي جداً أن تتنكر الكنيسة من معجزة تحدث المسيح وهو في المهد لأنه لزم عليهم أن يذكروا الكلمات التي نطق بها ... ولكون أن عقيدة الكنيسة هي ألوهية المسيح وعبادته فلا يمكن أن تذكر الكنيسة أن المسيح تحدث في المهد وقال :  إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّ (مريم30) ... كما ان اليهود لا ولن تذكر هذه المعجزة التي ظهرت في المسيح لأنهم  قتلت الأنبياء .
.
ثم نجد صاحب المطعن يناقض نفسه في معجوة التكلم في المهد ، حيث أنه تارة يقول ان المسيح أسمى من هذه المعجزة ، وتارة اخرى يقول :  وما كنا لنترك هذه المعجزات الباهرة دون ذكرها.
.
يقول صاحب المطعن :- محمداً كان يسمع أخباره من كتب الخرافات والحكايات الشعبية. 
.
الرد :- لو توصل المستشرقين إلى أن القرآن ما هو إلا ناقلاً من كتب الخرافات والحكايات الشعبية ، فالله عز وجل تحدى بأن تأتوا بمثله ...... فكيف توصل المستشرقين لهذه الإستكشافات ولم يتوصلوا لسورة من مثله ؟.
.
ولكن الحقيقة هي أن الكتاب الذي يؤمن به المستشرقين هو ماخوذ من كتب الخرافات والقصص الشعبية حيث أن القمص  أنطونيوس : أستخدم رب البايبل في سفر أيوب تخاريف أساطير الأولين والخيالات المصرية الوثنية كطائر السمندل أو ما يعرف بالعنقاء وهو أسطورة مصرية عن طائر خرافي ظن قدماء المصريين أنه يعمر ٥٠٠ سنة ثم يحرق نفسه وينبعث ثانية من رماده وهكذا بلا نهاية ، وكذا إستخدم الشاعر العبراني كاتب سفر أيوب مثاًلا مصريًا عن حيوان يسمى لوياثان وهو حيوان هائل جبار ربما كان التمساح بل هو أقرب ما يمكن في و صفه للتمساح ولكن الخيال الشعري المصري أضاف له بعض الأوصاف المخيفة فصارت صورة لوياثان هي صورة مخيفة للتمساح أضيف عليها أوصافًا خيالية على ما يُعرف عن التمساح من قوة .  


ولأن السفر موحى به من الله فالله سمح بوجود هذه التشبيهات ليشرح أفكارًا معينة ، فطائر العنقاء يشير إشارة واضحة للقيامة من الأموات ، ولوياثان الجبار هذا يشير للشيطان ... وتقرأ الكنيسة سفر أيوب (الوثني باساطيره وخزعبلاته) يوم الأربعاء واسمه أربعاء البصخة .انتهى كلام القس
.

.
وقال القمص أن بولس الرسول إقتبس من أقوال الشعراء اليونان فهو وجد في قول الشاعر الوثني ما يؤيد فكرته ويوضحها فإقتبس من أقواله ولم يمتنع .
.
هل الآن عرفنا ما هي الديانة التي أعتمدت واقتبست من الكتب الخرافية والقصص الشعبية .
.
يقول صاحب الشبهة :- القرآن أسند الخلق إلى المسيح، وهو لا يُسنَد إلا إلى الله.
.
الرد:- الله عز وجل هو الخالق الواحد الأحد .. وفي القرآن أوضح لنا الله أنه عندما يريد أن يثبت لخلقه قدرته على الخلق يمنح هذه القدرة لخلقه ولكنه أبقى لنفسه القدرة على الخلق من العدم .
.
فعندما أراد ابراهيم عليه السلام أن يرى بعينه قدرة الله في  الخلق .. أمره الله  بذبح وتقطيع أربعة من الطير إلى اجزاء ووضع كل جزء على جبل ثم دعاهم  فعادوا  إلى الحياة مرة اخرى .
.
إذن الله عز وجل يمنح عباده هذه المعجزات ولكن هذه المعجزات تظهر في أشياء موجود فعلاً .. فالمسيح  غير قادر على خلق الرمال والماء من العدم ثم يخلق منهم طير .. بل المسيح وجد المواد وأنتج منها الطير .
.
فالمعجزة لا تمنح الألوهية وإلا لعبدنا ابراهيم عليه السلام .
.

السبت، 25 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عمران آية 59

بسم الله الرحمن الرحيم 

.



قال أعداء الله :- المسيح وآدم:

“إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ; (آية 59)... أجمع أهل التفسير على أن هذه العبارة قيلت في محاجّة نصارى وفد نجران...  قال ابن عباس: إن رهطاً من أهل نجران قدموا على محمد، وكان فيهم السيد والعاقب. فقالوا لمحمد: ما شأنك تذكر صاحبنا؟ تزعم أنه عبد الله . فقال محمد: أجل إنه عبد الله . فقالوا له: هل رأيت له مثلاً، أو أُنبئت به؟ ثم خرجوا من عنده. فجاءه جبريل فقال له قل لهم إذا أتوك: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول هذه الآية). والظاهر أن مسيحيي نجران حاجوا محمداً وأفحموه فعجز عن الجواب. وقيل إنه قال لهم إن المسيح عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فغضبوا، وقالوا: يا محمد، هل رأيت إنساناً قط من غير أب؟ فأتى بهذه العبارة المتقدمة.

- 2 اعتقاد المسيحيين في عصر محمد كان مثل اعتقادهم الآن، فالمسيح كلمة الله الأزلي، والخالق الرازق. وقد أفحم نصارى نجران محمداً حتى عجز عن الإجابة. ولكنه بعد التفكير والتروّي ومضيّ زمن قال إن مَثَل المسيح كمثَل آدم. وقد أخطأ أيضاً في هذا التمثيل، فإن آدم من التراب ترابي، والمسيح هو كلمة الله الأزلي وروح منه، وشتان بين الاثنين. وآدم عصى ربَّه وجرَّ البشر للخطأ، والمسيح لم يخطئ أبداً، وفتح أمام المؤمنين به أبواب الخلود قال الإنجيل: “صَارَ آدَمُ الْإِنْسَانُ الْأَّوَلُ نَفْساً حَيَّةً، وَآدَمُ الْأَخِيرُ رُوحاً مُحْيِياً .,, الْإِنْسَانُ الْأَّوَلُ مِنَ الْأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الْإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ ; (1 كورنثوس 15: 45 ، 47). وقال يوحنا: في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان . والقرآن ناطق في عدد 45 بأنه كلمة منه وفي النساء 4: 171 يقول: كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهذا يعني أنه كان موجوداً قبل أن يُحبَل به.

- 3 - وهنا خطأ لغوي، فالأصحّ أن يُقال قال له كن فكان .

- 4 - خُلق آدم من تراب، أما المسيح فهو روح الله وكلمته.

- 5 - عصى آدم وغوى، أما المسيح فكان باراً تقياً.

- 6 - القرآن يقول إن الله نفخ في آدم نسمة الحياة. ولكن المسيح لم تُنفخ فيه هذه النسمة، بل كانت في مريم، ثم أنه (المائدة 110) نفخ في الطين فصار طيراً!

- 7 - ألم يكن من الأبلغ أن يقول: إن مثل مريم عند الله كمثل آدم، كلاً نفخنا فيه من روحنا
................ انتهت الشبهة .
.
الرد على هذا المطعن :-
.
الرواية التي يستشهد بها صاحب الشبهة هي رواية ضعيفة وليس لها سند أو مصحح .. كما أن كل الروايات  التي جاءت عن وفد نجران كلها روايات ضعيفة ولم تنقل لنا هذه القصة بسند صحيح .
.
كما أن صاحب الشبهة يكذب ويناقض نفسه ويقول كذباً :  والظاهر أن مسيحيي نجران حاجوا محمداً وأفحموه فعجز عن الجواب................. ثم يناقض نفسه ويقول :-  قال محمد لهم إن المسيح عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فغضبوا .
.
فمن اين قيل أنهم أفحموه وعجز عن الجواب وفي نفس الوقت رد عليهم رسول الله فغضبوا من رده ؟!!!!! .
.
وقال صاحب الشبهة :- اعتقاد المسيحيين في عصر محمد كان مثل اعتقادهم الآن، فالمسيح كلمة الله الأزلي، والخالق الرازق ....
.
الرد :- هذا الكلام مغالط للحقيقة لأنه منذ قبل وبعد رفع المسيح للسماء إندس الشيطان بين أتباعه فمنهم من اعتبره إله ومنهم من أمن على أنه لا يزيد عن كونه نبي وعبد من عباد الله (متى 21:11)... لذلك ألوهية المسيح أعتُمدت في القرن الرابع  ، فهذا موقع مسيحي يؤكد أنه منذ مجلس نيقية في عام 325م والذي أصبح الإيمان بألوهية المسيح منذ انعقاده الموقف الرسمي للكنيسة ... فماذا كان الحال العقيدة قبل هذا المجمع ؟
.

.
قال صاحب المطعن :  وقد أخطأ أيضاً في هذا التمثيل، فإن آدم من التراب ترابي، والمسيح هو كلمة الله الأزلي وروح منه، وشتان بين الاثنين.
.
الرد :- المواقع المسيحية تؤكد بأن المسيح هو آدم الثاني .. والآن صاحب الشبهة يُنكر ذلك لأن القرآن قال أن المسيح مثله مثل آدم .. ولكنه سيُصدم عندما يكتشف أن رجال الكهنوت يؤمنوا بأن المسيح مثله مثل آدم ... فمن اين آتي بهذه الأكاذيب .؟
.
يقول صاحب الشبهة :-  وآدم عصى ربَّه وجرَّ البشر للخطأ .
.
الرد :- آدم لم يجُر أحد للخطأ لأن كل إنسان مسؤول عن ذنبه وآدم في القرآن استغفر فغفر له الله .. وعلى حسب الإيمان المسيحي  جاء في العهد القديم : " الابن لا يحمل من إثم الأب " (حزقيال 18/20 - 21 ).... فاليهود اصحاب العهد القديم لا يؤمنوا بما تدعيه المسيحية حول آدم .. فهل نُصدق اليهود أصحاب العهد أم نُصدق المسيحية  التي هي اتباع اليهود ؟.
.
قال صاحب الشبهة :- والمسيح لم يخطئ أبداً 
.
الرد :- الله عز وجل لم يخلق إنسان إلا ليخطأ فيستغفر فيغفر الله له .. وما من مخلوق إلا ويخطأ عدا الملائكة لأنها مُسيرة وليست مُخيرة ... ولكن على حسب الأناجيل نجد أنها نسبت للمسيح اعمال غاية في الخطورة والخطيئة .
.
فعندما نادى يوحنا المعمدان بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا  أسرع يسوع للتعميد ... وذكرت الأناجيل أن المسيح كان يُلامس النساء بحجة أنه يُعالجهم كما سلم نفسه للنساء لتقبله وتدلك جسده بالطيب دون أن يكون بينه وبينهم حجة أو سند  شرعي يسمح للمرأة أن تُقبل رجل وتلامس جسده .... فهل هذه الأفعال تقع تحت الخطيئة ام تحت الأدب والعفاف ؟ 
.
قال صاحب الشبهة :-  وقال يوحنا: في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله .
.
الرد :- هل الكلمة هي الله أم الله هو الكلمة ؟ 
.
يكفينا قولاً أن  إنجيل يوحنا وهو نفس الإنجيل التي يستشهد به صاحب الشبهة يقول :- الكلمة صار جسدا و حل بيننا {يوحنا1:14}.............. فبالرجوع للفقرة التي يستشهد بها صاحب الشبهة والتي تقول : كان الكلمة الله ... ثم بعد ذلك قيل أن الكلمة صار جسداً .............. وهذا يعني أن الله هو الكلمة وتحول الله إلى جسد ... فالله منزه عن التغيير والتبديل سبحانه جل شأنه .
.
قال صاحب المطعن :- والقرآن ناطق في عدد 45 بأنه كلمة منه وفي النساء 4: 171 يقول: كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهذا يعني أنه كان موجوداً قبل أن يُحبَل به.
.
الرد :- قول الله سبحانه :- "بروح منه" لا يوجب أن يكون منفصلا من ذات الله .. كقوله تعالى: وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه .
.
يقول صاحب المطعن :-  وهنا خطأ لغوي، فالأصحّ أن يُقال قال له كن فكان .
.
الرد:- ورد في القرآن الكريم في سياق الحديث عن خلق عيسى عليه السلام، قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } (آل عمران:59)، والتعبير بأسلوب: { كن فيكون } ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم في سياقات مختلفة . 



وقد استشكل بعض الناس مجيء الإخبار بصيغة الحاضر {
فيكون } على ما وقع في الماضي، وقالوا: إن مقتضى الكلام أن يقال: ( فإنما يقول له كن فكان )؛ لأن الإخبار عن أمر قد وقع وانتهى، لا يصح أن يكون بلفظ المضارع، وإنما بلفظ الماضي . 



وقد أجاب المفسرون على مجيء هذه الآية على هذا الأسلوب، فقالوا: 



إن الآية جاءت بصيغة الحاضر بدلاً من صيغة الماضي، جريًا على عادة العرب في الاستعمال؛ حيث يستعملون صيغة المضارع تعبيرًا عن الماضي؛ لاستحضار صورة الحدث، وكأنه يقع الآن. قال ابن هشام في (مغني اللبيب): إنهم يعبرون عن الماضي، كما يعبرون عن الشيء الحاضر؛ قصدًا لإحضاره في الذهن، حتى كأنه مُشاهد حالة الإخبار ". 



وعلى هذا الأسلوب جاءت كثير من الآيات القرآنية، غير الآية التي بين أيدينا، من ذلك قوله تعالى: {
والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا } (فاطر:9) فلم يقل سبحانه: ( فأثارت ) بصيغة الماضي، وإنما قال: { فتثير } بصيغة الحاضر؛ لاستحضار تلك الصورة البديعة، الدالة على القدرة الباهرة من إثارة السحاب، وكأنها تحدث الآن، حيث تبدو أولاً قطعًا متناثرة، ثم تأتلف وتتداخل فيما بينها، إلى أن تصير ركامًا، ويتشكل منها الماء . 



ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام و فرعون : {
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } (القصص:5) مع قوله أيضًا: { ونري فرعون وهامان وجنودهما } (القصص:6) فإن ( المنَّ ) على موسى بالنصر والتأييد قد تم وانتهى، وأصبح من التاريخ والماضي، ولكن جاء الخطاب القرآني بصيغة المضارع { نمن } ليستحضر القارئ صورة النصر والتأييد، وكأن مجريات الأحداث تجري بين ناظريه. وقل مثل ذلك في عاقبة فرعون ، حيث جاء التعبير القرآن بصيغة المضارع { ونري }؛ لاستحضار صورة الهزيمة، والعاقبة الوخيمة التي آل إليها أمر فرعون ومن معه .


ومن الأمثلة الشعرية على هذا الأسلوب، قول الشاعر تأبط شرًا ، وكان قد دخل في صراع مع ضبع من الضباع، يقول في وصف هذا الصراع: 


بأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان 


فأضربها بلا دَهَشٍ فخرت صريعًا لليدين وللجران 



فالشاعر قد ضرب الضبع في الماضي، وضَرْبها قد مضى وانتهى، لكن لما قصد أن يصور لقومه الحالة التي تشجع فيها على ضرب الغول، كأنه يبصرهم إياها، ويطلعهم على حقيقتها، للتعجب من جرأته على كل هول، وثباته عند كل شدة، عبر عن ذلك بصيغة المضارع، فقال: ( فأضربها ) ولم يعبر بصيغة الماضي: ( فضربتها )؛ والذي دعاه للعدول عن صيغة الماضي إلى صيغة المضارع، استحضار تلك الصورة العجيبة، من إقدامه وثباته، حتى كأنهم يبصرونه في تلك الحالة . 



وعلى هذا الأسلوب أيضًا جاء قول حسان بن ثابت رضي الله عنه: 



يُغشون حتى ما تَهِرُّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل



فقد عبر الشاعر عن المعنى الذي يريد إيصاله بصيغة المضارع ( تَهِرُّ )، مع أنه يخبر عن أمر قد مضى وانتهى، وما ذلك إلا لبعث الماضي في صورة الحاضر، وتصويره كأنه يحدث الآن . 



وهذا الأسلوب الشائع في لغة العرب، والذي جاء القرآن الكريم على وفقه، إنما يُعمل به إذا عُرف المعنى، ولم يكن هناك التباس وغموض .



على أن مجيء الآية على هذا الأسلوب وراؤه أمر بلاغي؛ وذلك أن التعبير بصيغة الماضي يفيد الانقطاع والانتهاء، وهذا غير مراد في الآية، حيث جاءت لتبين الكيفية التي خلق الله فيها آدم ؛ لأنه لو قيل: ( كن فكان ) لصدق هذا التعبير على وجود آدم لحظة واحدة من الزمن، ولو كان قد مات لحظة خلقه . 



أما التعبير بصيغة المضارع: { كن فيكون } فيفيد الدوام والاستمرار؛ وهذا يدل على أن آدم وجد، واستمر وجوده حتى أنجب ذكورًا وإناثًا؛ لأن دلالة المضارع تبدأ من الحال، وتستمر في الاستقبال .
.
قال صاحب الشبهة :- خُلق آدم من تراب، أما المسيح فهو روح الله وكلمته.
.
الرد:- العجيب أن المسيحية تؤمن بأن المسيح هو الله وأن مريم حملته في بطنها .. فها هي روح الله وكلمته لا يملك الظهور منفرداً فوجد أن مريم المخلوقه من تراب هي القادرة على حمله وولادته ... فأيهما أقوى ؟ .واضح أن صاحب الشبهة لا يفهم ولا يتدبر
.
قال صاحب الشبهة :- عصى آدم وغوى، أما المسيح فكان باراً تقياً.
.
الرد :- قال تعالى :- ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى . إذن الله غفر لآدم .
.
اما قول :  المسيح فكان باراً تقياً.. فنقول أن أيوب ايضاً كان باراً .. وماذا عن ملكي صادق الذي قيل فيه :- 
.
العبرانيين
3 بلا اب بلا ام بلا نسب لا بداءة ايام له و لا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد.
 
فلماذا المسيحيين لا يعبدوا ملكي صادق ؟
.
قال صاحب الشبهة :-  القرآن يقول إن الله نفخ في آدم نسمة الحياة. ولكن المسيح لم تُنفخ فيه هذه النسمة، بل كانت في مريم .
.
الرد :- لأن آدم كان بدون أب ولا أم لذلك الله نفخ في آدم نفسه ... أما بخصوص المسيحي فهو بلا أب فقط لذلك نفخ الله في أمه مريم .
.
قال صاحب الشبهة :-  ألم يكن من الأبلغ أن يقول: إن مثل مريم عند الله كمثل آدم، كلاً نفخنا فيه من روحنا .
.
الرد :- عندما وصف الله عز وجل وشبه المسيح بآدم كان من جهة الخلق ... أفلا تعقلون .
أخيراً : على حسب العقيدة المسيحية نقول : إن كانت البشرية تحمل خطيئة آدم لأن آدم أبو البشرية والكل يرجع إليه .. لكن المسيح ليس كذلك .. لذلك المسيح لا يملك لخلاص البشرية لأن البشرية أجمع لا يرجع نسبها للمسيح كما يحدث في آدم .

الخميس، 23 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عمران الآية 102

بسم الله الرحمن الرحيم 
.
.
قال أعداء الله ورسوله :- حقه أم على قدر طاقتكم؟
.
ا تَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ; (آية 102).
.
مع قوله “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ; (التغابن 64: 16) أي على قدر طاقتكم.
.
لما قال محمد اتقوا الله حق تقاته . سألوه: يا رسول الله: ما حق تقاته؟ فقال: حق تقاته أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفَر. فقالوا: يا رسول الله، ومن يطيق ذلك؟ فانزعجوا لنزولها انزعاجاً عظيماً. ثم أتى بعد مدة بعبارة تؤكد حكمها. وهي قوله: وجاهدوا في الله حق جهاده . فكان عليهم أعظم من الأولى. ومعناها: اعملوا لله حق عمله. فكادت عقولهم تذهل (الطبري في تفسير آل عمران 3: 102). فلما رأى محمد ذلك، وكان ذا سياسة، نسخها بالعبارة التي في التغابن وهي فاتقوا الله ما استطعتم فكان هذا تخفيفاً
........... انتهت الشبهة .
.
الرد على الشبهة :-
.
هل الأية المنسوخة كان هناك خير منها ولم ينزله الله ؟ نقول لا .. المعنى ان الآية المنسوخة كانت خيراً فى زمانها .. والحكم الثانى كان زيادة فى الخير بعد فترة من الزمن .. كلاهما خير فى زمنه وفى أحكامه .. والله تبارك وتعالى أنزل الآية الكريمة : 
.
آلِ عِمْرَان
آية رقم : 102
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ
.
ولكن من يستطيع أن يتقى الله حق تقاته .. ذلك صعب على المسلمين .. ولذلك عندما نزلت الآية قالوا ليس منا من يستطيع أن يتقى الله حق تقاته .. فنزلت
.
الآية الكريمة :
التَّغَابُن
آية رقم : 16
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيرًا لأَنْفُسِكُم وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ
.
الذى يتقى الله حق تقاته خير ، أم الذى يتقى الله ما أستطاع ؟ طبعاً حق تقاته خير من قدر الاستطاعة .. ولكن الله سبحانه وتعالى يقول { نأت بخير منها } .. 
.
نقول إنك لم تفهم عن الله .. { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } فى الآية الأولى أو { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم } فى الآية الثانية .. أى الحالتين أحسن ؟ بقول إن العبرة بالنتيجة .. عندما تريد أن تقيم شيئاً لابد أن تبحث عن نتيجته أولا .
.
ولنقرب المعنى للأذهان سنضرب مثلا ولله المثل الأعلى .. نفرض اِن هناك تاجر يبيع السلع بربح خمسين فى المائة .. ثم جاء تاجر أخر يبيع نفس السلع بربح خمسة عشر فى المائة .. ماذا يحدث ؟ سيقبل الناس طبعاً على ذلك الذى يبيع السلع بربح خمسة عشر فى المائة ويشترون منه كل ما يريدون ، والتاجر الذى يبيع السلع بربح خمسين فى المائة يحقق ربحاً أكبر .. ولكن الذى يبيع بربح خمسة عشر فى المائة يحقق ربحاً أقل ولكن بزيادة الكمية المبيعة .. يكون الربح فى النهاية أكبر .
.
والذى يعمل بالآية الكريمة { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } يحقق خيراً أكبر فى عمله .. ولكنه لا يستطيع أن يتقى الله حق تقاته إلا فى أعمال محدودة جداً .
.
إذن الخير هنا أكبر ولكن العمل الذى تنطبق عليه الآية محدود .
.
أما قوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم } فإنه قد حدد التقوى بقدر الإستطاعة .. ولذلك تكون الأعمال المقبوله كثيرة وإن كان الأجر عليها أقل .
.
عندما نأتى إلى النتيجة العامة .. أعمال أجرها أعلى ولكنها قليلة ومحدودة جداً .. وأعمال أجرها أقل ولكنها كثيرة .. أيهما فيه الخير ؟ طبعاً الأعمال الكثيرة ذات الأجر الأقل فى مجموعها تفوق الأعمال القليلة ذات الأجر المرتفع .
.
إذن فقد نسخت هذه الآية بما هو خير منها .. رغم أن الظاهر لا يبدو كذلك ، لأن اتقاء الله حق تقاته خير من اتقاء الله قدر الاستطاعة .. ولكن فى المحصلة العامة الخير فى الأية التى نصت على الاستطاعة ..
.
وتعالوا نسأل المستشرقين ونقول : جميع الدوائر المسيحية تؤمن بأن أولاد آدم تزوجوا بعضهم البعض .. وابراهيم تزوج أخته الشرعية .. فهل الآن يمكن للأخ أن يتزوج من اخته الشرعية كما حدث مع آدم أو ابراهيم ؟ بالطبع لا .
.
إذن : التشريعات تتبدل بتغير الأزمان .
.
ملحوظة : لا يخرج علينا احد من الكنيسة ويقول أنه في زمن ابراهيم لم يكن هناك ناموس .. لأن العهد القديم ذكر أن ابراهيم نبي (تكوين20:7) وحمل فرائض وتشريعات وأحكام من الله بقوله :-
تك 26:5
من اجل ان ابراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي اوامري و فرائضي و شرائعي
.