الخميس، 23 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عمران الآية 102

بسم الله الرحمن الرحيم 
.
.
قال أعداء الله ورسوله :- حقه أم على قدر طاقتكم؟
.
ا تَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ; (آية 102).
.
مع قوله “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ; (التغابن 64: 16) أي على قدر طاقتكم.
.
لما قال محمد اتقوا الله حق تقاته . سألوه: يا رسول الله: ما حق تقاته؟ فقال: حق تقاته أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفَر. فقالوا: يا رسول الله، ومن يطيق ذلك؟ فانزعجوا لنزولها انزعاجاً عظيماً. ثم أتى بعد مدة بعبارة تؤكد حكمها. وهي قوله: وجاهدوا في الله حق جهاده . فكان عليهم أعظم من الأولى. ومعناها: اعملوا لله حق عمله. فكادت عقولهم تذهل (الطبري في تفسير آل عمران 3: 102). فلما رأى محمد ذلك، وكان ذا سياسة، نسخها بالعبارة التي في التغابن وهي فاتقوا الله ما استطعتم فكان هذا تخفيفاً
........... انتهت الشبهة .
.
الرد على الشبهة :-
.
هل الأية المنسوخة كان هناك خير منها ولم ينزله الله ؟ نقول لا .. المعنى ان الآية المنسوخة كانت خيراً فى زمانها .. والحكم الثانى كان زيادة فى الخير بعد فترة من الزمن .. كلاهما خير فى زمنه وفى أحكامه .. والله تبارك وتعالى أنزل الآية الكريمة : 
.
آلِ عِمْرَان
آية رقم : 102
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ
.
ولكن من يستطيع أن يتقى الله حق تقاته .. ذلك صعب على المسلمين .. ولذلك عندما نزلت الآية قالوا ليس منا من يستطيع أن يتقى الله حق تقاته .. فنزلت
.
الآية الكريمة :
التَّغَابُن
آية رقم : 16
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيرًا لأَنْفُسِكُم وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ
.
الذى يتقى الله حق تقاته خير ، أم الذى يتقى الله ما أستطاع ؟ طبعاً حق تقاته خير من قدر الاستطاعة .. ولكن الله سبحانه وتعالى يقول { نأت بخير منها } .. 
.
نقول إنك لم تفهم عن الله .. { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } فى الآية الأولى أو { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم } فى الآية الثانية .. أى الحالتين أحسن ؟ بقول إن العبرة بالنتيجة .. عندما تريد أن تقيم شيئاً لابد أن تبحث عن نتيجته أولا .
.
ولنقرب المعنى للأذهان سنضرب مثلا ولله المثل الأعلى .. نفرض اِن هناك تاجر يبيع السلع بربح خمسين فى المائة .. ثم جاء تاجر أخر يبيع نفس السلع بربح خمسة عشر فى المائة .. ماذا يحدث ؟ سيقبل الناس طبعاً على ذلك الذى يبيع السلع بربح خمسة عشر فى المائة ويشترون منه كل ما يريدون ، والتاجر الذى يبيع السلع بربح خمسين فى المائة يحقق ربحاً أكبر .. ولكن الذى يبيع بربح خمسة عشر فى المائة يحقق ربحاً أقل ولكن بزيادة الكمية المبيعة .. يكون الربح فى النهاية أكبر .
.
والذى يعمل بالآية الكريمة { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } يحقق خيراً أكبر فى عمله .. ولكنه لا يستطيع أن يتقى الله حق تقاته إلا فى أعمال محدودة جداً .
.
إذن الخير هنا أكبر ولكن العمل الذى تنطبق عليه الآية محدود .
.
أما قوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم } فإنه قد حدد التقوى بقدر الإستطاعة .. ولذلك تكون الأعمال المقبوله كثيرة وإن كان الأجر عليها أقل .
.
عندما نأتى إلى النتيجة العامة .. أعمال أجرها أعلى ولكنها قليلة ومحدودة جداً .. وأعمال أجرها أقل ولكنها كثيرة .. أيهما فيه الخير ؟ طبعاً الأعمال الكثيرة ذات الأجر الأقل فى مجموعها تفوق الأعمال القليلة ذات الأجر المرتفع .
.
إذن فقد نسخت هذه الآية بما هو خير منها .. رغم أن الظاهر لا يبدو كذلك ، لأن اتقاء الله حق تقاته خير من اتقاء الله قدر الاستطاعة .. ولكن فى المحصلة العامة الخير فى الأية التى نصت على الاستطاعة ..
.
وتعالوا نسأل المستشرقين ونقول : جميع الدوائر المسيحية تؤمن بأن أولاد آدم تزوجوا بعضهم البعض .. وابراهيم تزوج أخته الشرعية .. فهل الآن يمكن للأخ أن يتزوج من اخته الشرعية كما حدث مع آدم أو ابراهيم ؟ بالطبع لا .
.
إذن : التشريعات تتبدل بتغير الأزمان .
.
ملحوظة : لا يخرج علينا احد من الكنيسة ويقول أنه في زمن ابراهيم لم يكن هناك ناموس .. لأن العهد القديم ذكر أن ابراهيم نبي (تكوين20:7) وحمل فرائض وتشريعات وأحكام من الله بقوله :-
تك 26:5
من اجل ان ابراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي اوامري و فرائضي و شرائعي
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق