الأحد، 26 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عمران الآية 45 و 46

بسم الله الرحمن الرحيم 
.
.
قال المستشرقين أعداء الله ورسوله :- معجزات المسيح:

“إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ; (آيتا 45 ، 46). وكذا قوله “أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَاً بِإِذْنِ اللَّهِ ; (آية 49). وكذلك “إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي ; (المائدة 5: 110).

(1) فقوله قالت الملائكة صوابه الملاك جبرائيل كما في الإنجيل. وقال البيضاوي: إن الملائكة كلّموها وبشّروها . غير أن بعض المفسرين قال: المراد بالملائكة جبريل كأنهم يخطّئون القرآن. وقالوا: وُلد بالمسيح من غير بعل ولا فحل.

ومعجزات المسيح كانت أسمى من عمل الطيور من الطين وتكليم الناس في المهد. ولو أن المسيح تكلّم في المهد أو خلق من الطين طيراً لاشتهر هذا عند اليهود وما كانوا رفضوا المسيح، ولاشتهر عندنا نحن المسيحيين، وما كنا لنترك هذه المعجزات الباهرة دون ذكرها. ولكن كما قلنا في تعليقنا على آل عمران 3، 36 إن محمداً كان يسمع أخباره من كتب الخرافات والحكايات الشعبية. ومن أراد أن يستزيد يرجع إلى القصص المذكورة في كتب التفسير(كابن كثير الرازي والبيضاوي في تفسير آل عمران45 - 49).

(2) كان المسيح يعمل المعجزات بقوته وقدرته لأنه كلمة الله الأزلي، والكلمة الأزلي هو الله، والقرآن أسند الخلق إلى المسيح، وهو لا يُسنَد إلا إلى الله
... انتهت الشبهة .
.
الرد على المطعن:-
.
1) ظاهر اللفظ يدل على أن النداء كان من الملائكة، ولا شك أن هذا في التشريف أعظم، فإن دل دليل منفصل أن المنادي كان جبريل عليه السلام فقط صرنا إليه. وحملنا هذ اللفظ على التأويل، فإنه يقال: فلان يأكل الأطعمة الطيبة، ويلبس الثياب النفيسة، أي يأكل من هذا الجنس، ويلبس من هذا الجنس، مع أن المعلوم أنه لم يأكل جميع الأطعمة، ولم يلبس جميع الأثواب، فكذا ههنا، ومثله في القرآن
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ }[آل عمران: 173] 
.
 وهم نعيم بن مسعود إن الناس: يعني أبا سفيان، قال المفضل بن سلمة: إذا كان القائل رئيساً جاز الإخبار عنه بالجمع لاجتماع أصحابه معه، فلما كان جبريل رئيس الملائكة، وقلما يبعث إلا ومعه جمع صح ذلك.



2) المسيح لم يأتي بمعجزة إلا بمشيئة الله ، وهذا ما جاء على لسانه ، فكيف ينكرها النصارى :

يوحنا 6
38 لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني

فارق كبير بين خلق الله وخلق البشر ، فالله يخلق من العدم ، ولكن البشر تخلق من خلق الله .

فها هو حزقيال يقيم من الموتى أكثر من 30000 شخص دفعة واحدة ... والإثنين فعلوا المعجزات بمشيئة الله لا بمشيئة انفسهم ..
.
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ 

المراد بها جبريل عليه السلام ، والسبب في أن الحق يورد ذلك بـ (( قالت الملائكة )) لأن كلام المتكلم ـ أي الانسان ـ له ـ زاوية انطلاق يأتي من جهتها الصوت . وتستطيع أن تتأكد من ذلك عندما يجيء لك صوت ، فأنت تجد ميل أذنك لجهة مصدر الصوت ، فإن جاء الصوت من ناحية أذنك اليمنى فأنت تلتفت وتميل إلى يمينك ، وإذا جاءك الصوت من شمالك تلتفت إلى الشمال .

لكن المتكلم جبريل عليه السلام ويأتي صوته من كل جهى حتى يصير الأمر عجيباً ، لهذا جاء الكلام إلى الملائكة .

فالعصر الحديث الذي نعيشه قد ارتقى في الصوتيات ووصل لدرجة أن الإنسان أصبح قادر على جعل المؤثر الصوتي يحيط بالإنسان من جهات متعددة ، إذن فقول الحق (( قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ )) لمريم ـ أو (( فنادته الملائكة )) لسيدنا زكريا عليه السلام فهذا يعني ان الصوت قد جاء من جميع الجهات فكأن هناك ملكاً في كل مكان .

الإمام / الشعراوي رحمه الله
.
يقول صاحب الشبهة:- ومعجزات المسيح كانت أسمى من عمل الطيور من الطين وتكليم الناس في المهد..
.
الرد :- من الطبيعي جداً أن تتنكر الكنيسة من معجزة تحدث المسيح وهو في المهد لأنه لزم عليهم أن يذكروا الكلمات التي نطق بها ... ولكون أن عقيدة الكنيسة هي ألوهية المسيح وعبادته فلا يمكن أن تذكر الكنيسة أن المسيح تحدث في المهد وقال :  إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّ (مريم30) ... كما ان اليهود لا ولن تذكر هذه المعجزة التي ظهرت في المسيح لأنهم  قتلت الأنبياء .
.
ثم نجد صاحب المطعن يناقض نفسه في معجوة التكلم في المهد ، حيث أنه تارة يقول ان المسيح أسمى من هذه المعجزة ، وتارة اخرى يقول :  وما كنا لنترك هذه المعجزات الباهرة دون ذكرها.
.
يقول صاحب المطعن :- محمداً كان يسمع أخباره من كتب الخرافات والحكايات الشعبية. 
.
الرد :- لو توصل المستشرقين إلى أن القرآن ما هو إلا ناقلاً من كتب الخرافات والحكايات الشعبية ، فالله عز وجل تحدى بأن تأتوا بمثله ...... فكيف توصل المستشرقين لهذه الإستكشافات ولم يتوصلوا لسورة من مثله ؟.
.
ولكن الحقيقة هي أن الكتاب الذي يؤمن به المستشرقين هو ماخوذ من كتب الخرافات والقصص الشعبية حيث أن القمص  أنطونيوس : أستخدم رب البايبل في سفر أيوب تخاريف أساطير الأولين والخيالات المصرية الوثنية كطائر السمندل أو ما يعرف بالعنقاء وهو أسطورة مصرية عن طائر خرافي ظن قدماء المصريين أنه يعمر ٥٠٠ سنة ثم يحرق نفسه وينبعث ثانية من رماده وهكذا بلا نهاية ، وكذا إستخدم الشاعر العبراني كاتب سفر أيوب مثاًلا مصريًا عن حيوان يسمى لوياثان وهو حيوان هائل جبار ربما كان التمساح بل هو أقرب ما يمكن في و صفه للتمساح ولكن الخيال الشعري المصري أضاف له بعض الأوصاف المخيفة فصارت صورة لوياثان هي صورة مخيفة للتمساح أضيف عليها أوصافًا خيالية على ما يُعرف عن التمساح من قوة .  


ولأن السفر موحى به من الله فالله سمح بوجود هذه التشبيهات ليشرح أفكارًا معينة ، فطائر العنقاء يشير إشارة واضحة للقيامة من الأموات ، ولوياثان الجبار هذا يشير للشيطان ... وتقرأ الكنيسة سفر أيوب (الوثني باساطيره وخزعبلاته) يوم الأربعاء واسمه أربعاء البصخة .انتهى كلام القس
.

.
وقال القمص أن بولس الرسول إقتبس من أقوال الشعراء اليونان فهو وجد في قول الشاعر الوثني ما يؤيد فكرته ويوضحها فإقتبس من أقواله ولم يمتنع .
.
هل الآن عرفنا ما هي الديانة التي أعتمدت واقتبست من الكتب الخرافية والقصص الشعبية .
.
يقول صاحب الشبهة :- القرآن أسند الخلق إلى المسيح، وهو لا يُسنَد إلا إلى الله.
.
الرد:- الله عز وجل هو الخالق الواحد الأحد .. وفي القرآن أوضح لنا الله أنه عندما يريد أن يثبت لخلقه قدرته على الخلق يمنح هذه القدرة لخلقه ولكنه أبقى لنفسه القدرة على الخلق من العدم .
.
فعندما أراد ابراهيم عليه السلام أن يرى بعينه قدرة الله في  الخلق .. أمره الله  بذبح وتقطيع أربعة من الطير إلى اجزاء ووضع كل جزء على جبل ثم دعاهم  فعادوا  إلى الحياة مرة اخرى .
.
إذن الله عز وجل يمنح عباده هذه المعجزات ولكن هذه المعجزات تظهر في أشياء موجود فعلاً .. فالمسيح  غير قادر على خلق الرمال والماء من العدم ثم يخلق منهم طير .. بل المسيح وجد المواد وأنتج منها الطير .
.
فالمعجزة لا تمنح الألوهية وإلا لعبدنا ابراهيم عليه السلام .
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق