الأحد، 26 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عمران آية 41

بسم الله الرحمن الرحيم 

.

.

قال أعداء الإسلام :- صمت زكريا:

“قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ; (آية 41).

وورد في مريم 19: 10 “آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً .

قال المفسرون المسلمون: عقد لسانه عن تكليم الناس ثلاثة أيام مع إبقائه على قدرة التسبيح والذِّكر، لأنه قال في آخر الآية واذكر ربك كثيراً وسبّح بالعَشِيّ والإبْكار يعني في أيام مَنْعك من تكليم الناس (الطبري في تفسير آل عمران 3: 41).

ونتعلم من الإنجيل أنه لما أتى جبرائيل إلى زكريا وبشّره بولادة يوحنا المعمدان لم يصدّق كلامه لأنه كان هَرِماً وامرأته متقدمة في السن، فقال له: “أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللّهِ، وَأُرْسِلْتُ لِأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِه ذَا. وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلَا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ ه ذَا، لِأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلَامِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ ; (لوقا 1: 19 ، 20). فعجز عن الكلام إلى أن وُلد يوحنا. فلا يقول الإنجيل إنه طلب آية، وثانياً إن مدة صمته كانت نحو تسعة أشهر لا ثلاثة أيام.
.. انتهت الشبهة .
.
الرد على المطعن :-
.
يقول صاحب المطعن :- فعجز عن الكلام إلى أن وُلد يوحنا. فلا يقول الإنجيل إنه طلب آية، وثانياً إن مدة صمته كانت نحو تسعة أشهر لا ثلاثة أيام.
.
الرد :- قول : (( فعجز عن الكلام )) .... السؤال : من الذي أعجزه عن الكلام ؟ 

بالطبع الله القادر المقتدر

أليس عجزه عن الكلام آية ربانية ؟

أما ما جاء بالكتاب المقدس فلا نأخذ به كما اوضحنا مراراً وتكراراً

الأفاعيل الخارقة للعادات { ءَايَةً } علامة يعرف بها الحبل ليتلقى النعمة إذا جاءت بالشكر { قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ } تقدر على تكليم الناس { ثَلَـثَةَ أَيَّامٍ } وإنما خص تكليم الناس ليعلمه أنه يحبس لسانه عن القدرة على تكليمهم خاصة، مع إبقاء قدرته على التكلم بذكر الله، ولذلك قال: { وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبّحْ بِالْعَشِىّ وَالإبْكَـٰرِ } يعني في أيام عجزك عن تكليم الناس، وهي من الآيات الباهرة. 

فإن قلت: لم حبس لسانه عن كلام الناس؟ قلت: ليخلص المدّة لذكر الله لا يشغل لسانه بغيره، توفراً منه على قضاء حق تلك النعمة الجسيمة، وشكرها الذي طلب الآية من أجله، كأنه لما طلب الآية من أجل الشكر قيل له: آيتك أن تحبس لسانك إلا عن الشكر. وأحسن الجواب وأوقعه ما كان مشتقا من السؤال. ومنتزعاً منه { إِلاَّ رَمْزًا } إلا إشارة بيد أو رأس أو غيرهما وأصله التحرّك. يقال ارتمز: إذا تحرّك. ومنه قيل للبحر الراموز. وقرأ يحيى ابن وثاب «إلا رمزاً» بضمتين، جمع رموز كرسول ورسل. وقرىء: «رمزاً» بفتحتين جمع رامز كخادم وخدم، وهو حال منه ومن الناس دفعة كقوله:

مَتَى مَا تَلْقَني فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ ........ رَوَانِفُ إلْيَتَيْكَ وَتُسْتَطَارَ 

بمعنى إلا مترامزين، كما يكلم الناس الأخرس بالإشارة ويكلمهم. والعشيّ: من حين تزول الشمس إلى أن تغيب. و { والإِبْكٰرِ } من طلوع الفجر إلى وقت الضحى. وقرىء «والأبكار»، بفتح الهمزة جمع بكر كسحر وأسحار. يقال: أتيته بكراً بفتحتين. فإن قلت: الرمز ليس من جنس الكلام؛ فكيف استثنى منه؟ قلت: لما أدّى مؤدّى الكلام وفهم منه ما يفهم منه سمي كلاماً. ويجوز أن يكون استثناء منقطعاً.
.
فالفارق بين ما جاء بالقرآن وما جاء بالأناجيل هو أنه في القرآن نجد زكريا لا يُكلم الناس ثلاثة أيام ولكنه غير محبوس لسانه عن ذكر الله .. ولكن في الأناجيل نجده محبوس اللسان لمدة تسعة أشهر دون ذكر الله .... فهل يُعقل لنبي أن يمنع من كلام لمدة تسعة أشهر ولا يذكر الله فيهم لمدة دقيقة واحدة ؟ .
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق