السبت، 25 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عمران آية 59

بسم الله الرحمن الرحيم 

.



قال أعداء الله :- المسيح وآدم:

“إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ; (آية 59)... أجمع أهل التفسير على أن هذه العبارة قيلت في محاجّة نصارى وفد نجران...  قال ابن عباس: إن رهطاً من أهل نجران قدموا على محمد، وكان فيهم السيد والعاقب. فقالوا لمحمد: ما شأنك تذكر صاحبنا؟ تزعم أنه عبد الله . فقال محمد: أجل إنه عبد الله . فقالوا له: هل رأيت له مثلاً، أو أُنبئت به؟ ثم خرجوا من عنده. فجاءه جبريل فقال له قل لهم إذا أتوك: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول هذه الآية). والظاهر أن مسيحيي نجران حاجوا محمداً وأفحموه فعجز عن الجواب. وقيل إنه قال لهم إن المسيح عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فغضبوا، وقالوا: يا محمد، هل رأيت إنساناً قط من غير أب؟ فأتى بهذه العبارة المتقدمة.

- 2 اعتقاد المسيحيين في عصر محمد كان مثل اعتقادهم الآن، فالمسيح كلمة الله الأزلي، والخالق الرازق. وقد أفحم نصارى نجران محمداً حتى عجز عن الإجابة. ولكنه بعد التفكير والتروّي ومضيّ زمن قال إن مَثَل المسيح كمثَل آدم. وقد أخطأ أيضاً في هذا التمثيل، فإن آدم من التراب ترابي، والمسيح هو كلمة الله الأزلي وروح منه، وشتان بين الاثنين. وآدم عصى ربَّه وجرَّ البشر للخطأ، والمسيح لم يخطئ أبداً، وفتح أمام المؤمنين به أبواب الخلود قال الإنجيل: “صَارَ آدَمُ الْإِنْسَانُ الْأَّوَلُ نَفْساً حَيَّةً، وَآدَمُ الْأَخِيرُ رُوحاً مُحْيِياً .,, الْإِنْسَانُ الْأَّوَلُ مِنَ الْأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الْإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ ; (1 كورنثوس 15: 45 ، 47). وقال يوحنا: في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان . والقرآن ناطق في عدد 45 بأنه كلمة منه وفي النساء 4: 171 يقول: كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهذا يعني أنه كان موجوداً قبل أن يُحبَل به.

- 3 - وهنا خطأ لغوي، فالأصحّ أن يُقال قال له كن فكان .

- 4 - خُلق آدم من تراب، أما المسيح فهو روح الله وكلمته.

- 5 - عصى آدم وغوى، أما المسيح فكان باراً تقياً.

- 6 - القرآن يقول إن الله نفخ في آدم نسمة الحياة. ولكن المسيح لم تُنفخ فيه هذه النسمة، بل كانت في مريم، ثم أنه (المائدة 110) نفخ في الطين فصار طيراً!

- 7 - ألم يكن من الأبلغ أن يقول: إن مثل مريم عند الله كمثل آدم، كلاً نفخنا فيه من روحنا
................ انتهت الشبهة .
.
الرد على هذا المطعن :-
.
الرواية التي يستشهد بها صاحب الشبهة هي رواية ضعيفة وليس لها سند أو مصحح .. كما أن كل الروايات  التي جاءت عن وفد نجران كلها روايات ضعيفة ولم تنقل لنا هذه القصة بسند صحيح .
.
كما أن صاحب الشبهة يكذب ويناقض نفسه ويقول كذباً :  والظاهر أن مسيحيي نجران حاجوا محمداً وأفحموه فعجز عن الجواب................. ثم يناقض نفسه ويقول :-  قال محمد لهم إن المسيح عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فغضبوا .
.
فمن اين قيل أنهم أفحموه وعجز عن الجواب وفي نفس الوقت رد عليهم رسول الله فغضبوا من رده ؟!!!!! .
.
وقال صاحب الشبهة :- اعتقاد المسيحيين في عصر محمد كان مثل اعتقادهم الآن، فالمسيح كلمة الله الأزلي، والخالق الرازق ....
.
الرد :- هذا الكلام مغالط للحقيقة لأنه منذ قبل وبعد رفع المسيح للسماء إندس الشيطان بين أتباعه فمنهم من اعتبره إله ومنهم من أمن على أنه لا يزيد عن كونه نبي وعبد من عباد الله (متى 21:11)... لذلك ألوهية المسيح أعتُمدت في القرن الرابع  ، فهذا موقع مسيحي يؤكد أنه منذ مجلس نيقية في عام 325م والذي أصبح الإيمان بألوهية المسيح منذ انعقاده الموقف الرسمي للكنيسة ... فماذا كان الحال العقيدة قبل هذا المجمع ؟
.

.
قال صاحب المطعن :  وقد أخطأ أيضاً في هذا التمثيل، فإن آدم من التراب ترابي، والمسيح هو كلمة الله الأزلي وروح منه، وشتان بين الاثنين.
.
الرد :- المواقع المسيحية تؤكد بأن المسيح هو آدم الثاني .. والآن صاحب الشبهة يُنكر ذلك لأن القرآن قال أن المسيح مثله مثل آدم .. ولكنه سيُصدم عندما يكتشف أن رجال الكهنوت يؤمنوا بأن المسيح مثله مثل آدم ... فمن اين آتي بهذه الأكاذيب .؟
.
يقول صاحب الشبهة :-  وآدم عصى ربَّه وجرَّ البشر للخطأ .
.
الرد :- آدم لم يجُر أحد للخطأ لأن كل إنسان مسؤول عن ذنبه وآدم في القرآن استغفر فغفر له الله .. وعلى حسب الإيمان المسيحي  جاء في العهد القديم : " الابن لا يحمل من إثم الأب " (حزقيال 18/20 - 21 ).... فاليهود اصحاب العهد القديم لا يؤمنوا بما تدعيه المسيحية حول آدم .. فهل نُصدق اليهود أصحاب العهد أم نُصدق المسيحية  التي هي اتباع اليهود ؟.
.
قال صاحب الشبهة :- والمسيح لم يخطئ أبداً 
.
الرد :- الله عز وجل لم يخلق إنسان إلا ليخطأ فيستغفر فيغفر الله له .. وما من مخلوق إلا ويخطأ عدا الملائكة لأنها مُسيرة وليست مُخيرة ... ولكن على حسب الأناجيل نجد أنها نسبت للمسيح اعمال غاية في الخطورة والخطيئة .
.
فعندما نادى يوحنا المعمدان بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا  أسرع يسوع للتعميد ... وذكرت الأناجيل أن المسيح كان يُلامس النساء بحجة أنه يُعالجهم كما سلم نفسه للنساء لتقبله وتدلك جسده بالطيب دون أن يكون بينه وبينهم حجة أو سند  شرعي يسمح للمرأة أن تُقبل رجل وتلامس جسده .... فهل هذه الأفعال تقع تحت الخطيئة ام تحت الأدب والعفاف ؟ 
.
قال صاحب الشبهة :-  وقال يوحنا: في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله .
.
الرد :- هل الكلمة هي الله أم الله هو الكلمة ؟ 
.
يكفينا قولاً أن  إنجيل يوحنا وهو نفس الإنجيل التي يستشهد به صاحب الشبهة يقول :- الكلمة صار جسدا و حل بيننا {يوحنا1:14}.............. فبالرجوع للفقرة التي يستشهد بها صاحب الشبهة والتي تقول : كان الكلمة الله ... ثم بعد ذلك قيل أن الكلمة صار جسداً .............. وهذا يعني أن الله هو الكلمة وتحول الله إلى جسد ... فالله منزه عن التغيير والتبديل سبحانه جل شأنه .
.
قال صاحب المطعن :- والقرآن ناطق في عدد 45 بأنه كلمة منه وفي النساء 4: 171 يقول: كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهذا يعني أنه كان موجوداً قبل أن يُحبَل به.
.
الرد :- قول الله سبحانه :- "بروح منه" لا يوجب أن يكون منفصلا من ذات الله .. كقوله تعالى: وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه .
.
يقول صاحب المطعن :-  وهنا خطأ لغوي، فالأصحّ أن يُقال قال له كن فكان .
.
الرد:- ورد في القرآن الكريم في سياق الحديث عن خلق عيسى عليه السلام، قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } (آل عمران:59)، والتعبير بأسلوب: { كن فيكون } ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم في سياقات مختلفة . 



وقد استشكل بعض الناس مجيء الإخبار بصيغة الحاضر {
فيكون } على ما وقع في الماضي، وقالوا: إن مقتضى الكلام أن يقال: ( فإنما يقول له كن فكان )؛ لأن الإخبار عن أمر قد وقع وانتهى، لا يصح أن يكون بلفظ المضارع، وإنما بلفظ الماضي . 



وقد أجاب المفسرون على مجيء هذه الآية على هذا الأسلوب، فقالوا: 



إن الآية جاءت بصيغة الحاضر بدلاً من صيغة الماضي، جريًا على عادة العرب في الاستعمال؛ حيث يستعملون صيغة المضارع تعبيرًا عن الماضي؛ لاستحضار صورة الحدث، وكأنه يقع الآن. قال ابن هشام في (مغني اللبيب): إنهم يعبرون عن الماضي، كما يعبرون عن الشيء الحاضر؛ قصدًا لإحضاره في الذهن، حتى كأنه مُشاهد حالة الإخبار ". 



وعلى هذا الأسلوب جاءت كثير من الآيات القرآنية، غير الآية التي بين أيدينا، من ذلك قوله تعالى: {
والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا } (فاطر:9) فلم يقل سبحانه: ( فأثارت ) بصيغة الماضي، وإنما قال: { فتثير } بصيغة الحاضر؛ لاستحضار تلك الصورة البديعة، الدالة على القدرة الباهرة من إثارة السحاب، وكأنها تحدث الآن، حيث تبدو أولاً قطعًا متناثرة، ثم تأتلف وتتداخل فيما بينها، إلى أن تصير ركامًا، ويتشكل منها الماء . 



ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام و فرعون : {
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } (القصص:5) مع قوله أيضًا: { ونري فرعون وهامان وجنودهما } (القصص:6) فإن ( المنَّ ) على موسى بالنصر والتأييد قد تم وانتهى، وأصبح من التاريخ والماضي، ولكن جاء الخطاب القرآني بصيغة المضارع { نمن } ليستحضر القارئ صورة النصر والتأييد، وكأن مجريات الأحداث تجري بين ناظريه. وقل مثل ذلك في عاقبة فرعون ، حيث جاء التعبير القرآن بصيغة المضارع { ونري }؛ لاستحضار صورة الهزيمة، والعاقبة الوخيمة التي آل إليها أمر فرعون ومن معه .


ومن الأمثلة الشعرية على هذا الأسلوب، قول الشاعر تأبط شرًا ، وكان قد دخل في صراع مع ضبع من الضباع، يقول في وصف هذا الصراع: 


بأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان 


فأضربها بلا دَهَشٍ فخرت صريعًا لليدين وللجران 



فالشاعر قد ضرب الضبع في الماضي، وضَرْبها قد مضى وانتهى، لكن لما قصد أن يصور لقومه الحالة التي تشجع فيها على ضرب الغول، كأنه يبصرهم إياها، ويطلعهم على حقيقتها، للتعجب من جرأته على كل هول، وثباته عند كل شدة، عبر عن ذلك بصيغة المضارع، فقال: ( فأضربها ) ولم يعبر بصيغة الماضي: ( فضربتها )؛ والذي دعاه للعدول عن صيغة الماضي إلى صيغة المضارع، استحضار تلك الصورة العجيبة، من إقدامه وثباته، حتى كأنهم يبصرونه في تلك الحالة . 



وعلى هذا الأسلوب أيضًا جاء قول حسان بن ثابت رضي الله عنه: 



يُغشون حتى ما تَهِرُّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل



فقد عبر الشاعر عن المعنى الذي يريد إيصاله بصيغة المضارع ( تَهِرُّ )، مع أنه يخبر عن أمر قد مضى وانتهى، وما ذلك إلا لبعث الماضي في صورة الحاضر، وتصويره كأنه يحدث الآن . 



وهذا الأسلوب الشائع في لغة العرب، والذي جاء القرآن الكريم على وفقه، إنما يُعمل به إذا عُرف المعنى، ولم يكن هناك التباس وغموض .



على أن مجيء الآية على هذا الأسلوب وراؤه أمر بلاغي؛ وذلك أن التعبير بصيغة الماضي يفيد الانقطاع والانتهاء، وهذا غير مراد في الآية، حيث جاءت لتبين الكيفية التي خلق الله فيها آدم ؛ لأنه لو قيل: ( كن فكان ) لصدق هذا التعبير على وجود آدم لحظة واحدة من الزمن، ولو كان قد مات لحظة خلقه . 



أما التعبير بصيغة المضارع: { كن فيكون } فيفيد الدوام والاستمرار؛ وهذا يدل على أن آدم وجد، واستمر وجوده حتى أنجب ذكورًا وإناثًا؛ لأن دلالة المضارع تبدأ من الحال، وتستمر في الاستقبال .
.
قال صاحب الشبهة :- خُلق آدم من تراب، أما المسيح فهو روح الله وكلمته.
.
الرد:- العجيب أن المسيحية تؤمن بأن المسيح هو الله وأن مريم حملته في بطنها .. فها هي روح الله وكلمته لا يملك الظهور منفرداً فوجد أن مريم المخلوقه من تراب هي القادرة على حمله وولادته ... فأيهما أقوى ؟ .واضح أن صاحب الشبهة لا يفهم ولا يتدبر
.
قال صاحب الشبهة :- عصى آدم وغوى، أما المسيح فكان باراً تقياً.
.
الرد :- قال تعالى :- ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى . إذن الله غفر لآدم .
.
اما قول :  المسيح فكان باراً تقياً.. فنقول أن أيوب ايضاً كان باراً .. وماذا عن ملكي صادق الذي قيل فيه :- 
.
العبرانيين
3 بلا اب بلا ام بلا نسب لا بداءة ايام له و لا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد.
 
فلماذا المسيحيين لا يعبدوا ملكي صادق ؟
.
قال صاحب الشبهة :-  القرآن يقول إن الله نفخ في آدم نسمة الحياة. ولكن المسيح لم تُنفخ فيه هذه النسمة، بل كانت في مريم .
.
الرد :- لأن آدم كان بدون أب ولا أم لذلك الله نفخ في آدم نفسه ... أما بخصوص المسيحي فهو بلا أب فقط لذلك نفخ الله في أمه مريم .
.
قال صاحب الشبهة :-  ألم يكن من الأبلغ أن يقول: إن مثل مريم عند الله كمثل آدم، كلاً نفخنا فيه من روحنا .
.
الرد :- عندما وصف الله عز وجل وشبه المسيح بآدم كان من جهة الخلق ... أفلا تعقلون .
أخيراً : على حسب العقيدة المسيحية نقول : إن كانت البشرية تحمل خطيئة آدم لأن آدم أبو البشرية والكل يرجع إليه .. لكن المسيح ليس كذلك .. لذلك المسيح لا يملك لخلاص البشرية لأن البشرية أجمع لا يرجع نسبها للمسيح كما يحدث في آدم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق