الخميس، 23 يوليو 2009

الرد على شبهة سورة آل عمران الآية 144

بسم الله الرحمن الرحيم 
.
.
قال أعداء الله :- أخذ محمد أقوال الصحابة:

“وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ; (آل عمران 144).هذه الآية كان قد قالها مصعب ابن عمير، حتى أن السيوطي يقول إن هذه الآية لم تُسمع إلا من مصعب، ثم بعد ذلك قال محمد إن الله أنزلها عليه (الإتقان في علوم القرآن - باب ما نزل من القرآن على لسان الصحابة)
.. انتهت الشبهة .
.
الرد على هذا المطعن :-
.
ليس كل ما جاء من احاديث  بالدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي  يعني أنها احاديث صحيحة لأن الحديث الذي يستشهد به صاحب المطعن هو حديث منقول من طبقات بن سعد  ومأخوذ من  محمد بن عمر الواقدي، فجاء في طبقات بن سعد  أخبرنا الواقدي حدثني إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى ...... إلى أخر الرواية .
.
 ابن سعد اعتَمد في الطبقات  على كُتب الواقديّ؛ ولذا تَرى اسم الواقديّ يَتكرّر كثيراً في سلسلة الإسناد عند ابن سعد ، وقد وُجدَت مؤاخَذات على كتاب "الطبقات الكبرى" لابن سعد، مِنها:  أنّه يَروي أحياناً عن بعض شُيوخه الذِين ضُعِّفوا مِن قِبل علماء الجَرح والتعديل ومنهم : هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، و والِده : محمد بن السائب  فهو أضعَف مِنه ،  وكذا محمد بن عمر الواقديّ؛ فهذا الراوي ضُعّف أيضاً بإجماع كثير مِن علماء الجرح والتعديل ونَقل الحافظ الذهبي و الإمام السخاوي  الإجماع على تَركِه، وقال -راوياً عن النسائي-: كان الواقدي يَضع الحديث.
.
إذن قول :  الآية لم تُسمع إلا من مصعب، ثم بعد ذلك قال محمد إن الله أنزلها علي ... هو كلام عاري من الصحة وسنده ضعيف .
.
الحكمة والفوائد من أسباب النزول:

-1الحكمة

أ- معرفة وجه ما ينطوي عليه تشريع الحكم على التعيين لما فيه نفع المؤمنين وغير المؤمنين، فالمؤمن يزداد إيماناً على إيمانه لما شاهده وعرف سبب نزوله، والكافر إن كان منصفاً يبهره صدق هذه الرسالة الإلهية فيكون سبباً لإسلامه، لأن ما نزل بسبب من الأسباب إنما يدل على عظمة المُنزل وصدق المُنزَل عليه. 

-2الفوائد:

أ- الاستعانة على فهم الآية وتفسيرها وإزالة الإشكال عنها، لما هو معلوم من الارتباط بين السبب والمسبب.

قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها.

قال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن. 

قال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.

وقد أشكل على مروان بن الحكم قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا...} [آل عمران: 188]. 

وقال: لئن كان كل امرىء فرح بما أُوتي، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً، لنعذبنَّ أجمعون، حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وأَرَوْه أنهم أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه. 

ب- أن لفظ الآية يكون عاماً، ويقوم الدليل على تخصيصه، فإذا عُرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته. 

جـ- دفع توهم الحصر، قال الإمام الشافعي ما معناه في قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا...} [الأنعام: 145]: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله، وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة - أي تصرفهم بقصد المخالفة - جاءت الآية مناقضة لغرضهم فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه. 


تعدد الأسباب والمُنَزَّل واحد: 

وذلك بأن تقع عدة وقائع في أزمنة متقاربة، فتنزل الآية لأجلها كلها، وذلك واقع في مواضيع متعددة من القرآن، والعمدة في ذلك على صحة الروايات، فإذا صحت الروايات بعدة أسباب ولم يكن ثمة ما يدل على تباعدها كان ذلك دليلاً على أن الكل سبب لنزول الآية والآيات.

.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق